سجن مركزي تعز في مرمى القذائف

تعز24-متابعات:

 

تبرز آثار القصف بشكل واضح على مبنى السجن من الخارج، ومن الداخل تبدو آثار القصف واضحة أيضاً على واجهة الأقسام والعنابر. فالجوع والمرض وغياب الاهتمام وغياب الحقوق ليست وحدها ما يحاصر النزلاء، فالقذائف العشوائية التي تطلقها مليشيات

آثار قصف حوثي في أحد عنابر السجن

الحوثي الانقلابية على مدينة تعز، في الغالب ما يكون للسجن نصيب منها. وقد راح ضحيتها العديد من نزلاء السجن.

في الخامس من أبريل/ نيسان، العام الجاري، استهدف الحوثيون مقر السجن بأربع قذائف، منها اثنتان سقطتا في الشارع المقابل للسجن، أي على خط الضباب، وثالثة سقطت في حوش السجن، أما الرابعة فقد سقطت في صالة قسم النساء بالسجن، فأودت بحياة خمس سجينات، وحارسة، بالإضافة إلى طفلة، كانت في زيارة لأمها. كما جرحت 8 سجينات أخريات.

الخامس من أبريل، ذلك اليوم العالمي للضمير الإنساني، جعلته مليشيا الحوثي كابوساً مخيفاً، ومساءً دامياً على رؤوس النزيلات.

في وقت سابق من يوم الهجوم جرت مناقشات في السجن لوضع اللمسات الأخيرة على إطلاق سراح أكثر من مائة سجين في اليوم التالي، بما في ذلك بعض النساء اللواتي انتهى بهن الأمر قتيلات وجريحات كجزء من جهود القضاء والمحامين لتخفيف نزلاء السجون وسط مخاوف بشأن جائحة كوفيد 19.

يتحدث لـ “الشارع” محمد الحمادي، السجين الذي فقد والدته، التي كانت سجينة أيضاً في

قسم النساء الذي طالته قذائف مليشيا الحوثي

قسم النساء، إثر القصف، قائلاً: “كانت أمي تودع بعض السجينات اللاتي حصلن على أوامر إفراج أيام كورونا في صالة السجن.. فجأة سمعنا صوت انفجار قوي ومرعب، وسمعنا أصوات صراخ وصياح في قسم النساء القريب منا، واكتشفنا فيما بعد أن قذائف أطلقها الحوثيون على السجن استهدفت قسم النساء، وكانت أمي إحدى السجينات الخمس اللاتي توفين بهذا القصف”.

وعادة ما دأب الحوثيون، الذين يحاصرون المدينة، إلى قصف المدينة بشكل عشوائي، وينتج عن ذلك كثير من الضحايا المدنيين، وأحياناً يسقط المدنيون لقربهم من مواقع عسكرية. ووفقاً لتقرير فريق الخبراء الأمميين الأخير المقدم إلى مجلس الأمن، حول التفاصيل المتعلقة بالهجوم على سجن تعز، فإن استهداف السجن قد يرجع سببه إلى استخدام الجيش في تعز المباني المجاورة للسجن كمواقع عسكرية ومواقع تحتوي على عربات عسكرية وغيره.

ويشير التقرير إلى أنه “في 5 أبريل نيسان 2020، قرابة الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر، أطلق الحوثيون عدة قذائف هاون باتجاه السجن المركزي، مرفق إعادة التأهيل المركزي (شمال غرب مدينة تعز) وأدت قذيفة واحدة إلى مقتل ست نساء، خمس سجينات

مكان حارسة قسم سجن النساء التي قُتِلت في القصف الحوثي

وحارسة بالإضافة إلى فتاتين صغيرتين كانتا تزوران أمهاتهن في قسم النساء في السجن، وجرحت ست نزيلات أخريات.. وأصيب رجل كان داخل سيارته بجروح جراء قذيفة أخرى سقطت على الطريق خارج السجن”.

وقال التقرير: “يقع السجن في وسط منطقة سكنية على بعد 250-300 متر تقريباً مما يعرف بـ “مجمع الرعاية الاجتماعية”، كان اللواء السابع عشر التابع لقيادة محور تعز التابعة للحكومة اليمنية يستخدم المباني في هذه المنطقة كمقر إداري”.

وكشف تقرير الخبراء عن أنه “في يناير كانون الثاني 2020، أرسلت اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان (المعروفة أيضاً باسم اللجنة الوطنية للتحقيق في مزاعم الانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع في اليمن) كتاباً إلى قيادة محور تعز تطلب منها مغادرة المباني حتى يمكن إعادتها إلى مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل واستخدامها الأصلي”.

وأضاف التقرير: “يدرك فريق الخبراء أنه لم تتم الاستجابة بخصوص هذا الطلب، وتلقى الفريق أيضاً تقارير تفيد بأن المجمع ربما كان يضم أيضاً معدات عسكرية مثل عربة مصفحة أو دبابة، ومن غير المعروف ما إذا كان “مجمع الرعاية الاجتماعية” هو الهدف من هذا الهجوم”.

يستطرد: “ومع ذلك حتى لو كان هناك هدف عسكري مشروع، يبدو أن الهجوم قد تم تنفيذه بطريقة عشوائية، إذ ذكر الشهود الذين قابلهم الفريق بأن المنطقة بشكل عام تعرضت

آثار القصف الحوثي على السجن من الخارج

للقصف عدة مرات قبل ذلك الحادث وطوال فترة النزاع”.

التقرير، نقل عن مصادر محلية قولها: “إن الحوثيين أطلقوا قذائف الهاون من مواقعهم شمال المدينة حول شارع الخمسين، وتُظهر الصور التي تم جمعها من الموقع أن قذائف الهاون قد أطلقت من اتجاه شمالي بناء على تحليل الحُفر الناتجة التي تبرز نقطة التأثير ومسارات القذف ومسار قذيفة الهاون الواردة، مزيد من التحليل لحفرة الصدمة ونصف قطر الانفجار يشير إلى أن قذيفة الهاون ربما كانت متوسطة العيار”.

عقب هذه الجريمة البشعة، وجه الرئيس بإطلاق سراح السجناء المحجوزين على قضايا وأحداث عارضة، وبضمانة وكفالة أهاليهم باستثناء القضايا الجنائية الجسيمة. وبحسب المعلومات فقد تم الإفراج عن 12 سجينة وفقاً لقرار الرئيس.

 

*المصدر:صحيفة الشارع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *