في الحالمة تعز ..حرائر تعز يتنافسن في إصلاح ما أفسدته الحرب بأيدي رجالها!

كتب أ/ بلال عليان ابو الوفاق:
هذة هي تعز رغم جروحها المؤلمة ونهش لجسدها من قبل رجالها وإقتتال مقيت أرعب ساكنيها عكس صورة غير لائقة لروح الثقافة المعهود والحراك السياسي والفكري المتحلي بالسلم والمنافسة على البناء و صناعة السلام والذي تخلى عنه اصحاب القرار وسلطات النفوذ في المدينة.
لكنها رغم هذا كله تظل أيقونة الثقافة والسلام وحالمة اليمن تأتي بكل جميل حتى وإن تخلل أفكار رجالها أدران الخلافات والتعصبات العمياء التي ظهرت مؤخرا في أوساط النخب التعزية.
لكن حرائر تعز أبت أن ترضخ لهذة الأفكار وأعلنت نفيرا في وجه كل العابثين وصرخة أسمعت الجميع ان تعز وثقافتها وسلميتها وافكارها النقية محفوظة في دماء الحرائر وستبقى روحها ينبض ليعود مجددا بعد زوال غيمة الصيف العابرة والتي حجبت كل ملامح جمال الحالمة بفعل إنجرار رجالها إلي مربع الحرب والخلافات .
.في الفترة الأخيرة وعندما انزلق رجال تعز في حلبة الصراع والإختلاف وبسبب ظروف الحصار و الحرب البئيسة وإنشغال ساستها واصحاب القرار بقذارات الخلاف سائت احوال المدينة في شتى الجوانب وتردت أوضاع ساكنيها إقتصاديا وخدميا وأمنيا.
لكن تعز ليست عقيمة بمحبيها فكان للحرب قدر و حكمة لإظهار حرائرها واللاتي غرسن الثقافة اصلا في تراب تعز ورجالها ، حرائر تعز لم يقفن مكتوفات الآيادي وفي وضع المتفرج على احوال المدينة وساكنيها والتي تتفاقم يوما تلو الآخر فشمرن السواعد وشحذن الهمم وعمل مايجب فعله لإنتشال تعز من هذة الكبوة فظهرن كالنجوم الساطعة في سماء تعز والتي غشاها الظلام وسواد اللون بفعل قبح المتناحرين .
وكما ذكرت سلفا كان للحرب حكمة نجهلها وقدرا لبزوغ كوكبة من الناشطات المحبات للأرض والإنسان وليس في قاموس مفرداتهن مصطلحات الخيانة او او الإستسلام او اليأس او العجز لعمل شيئا للأرض والإنسان كناشط في وسائل التواصل الإجتماعي ومن المهتمين بتعز لفت إنتباهي أسماء لشخصيات نسائية برزن في هذة الفترة وخصوصا في المجال الإنساني والتنموي.
واغلبهن شخصيات بسيطة لا سند ولامال ولكنهن قدرن على عمل بصمات لا تنسى ولكنهن امتلكن العزيمة والحب لتعز وكان ذلك مؤهلا كافيا لقدرتهن على صناعة شيئ من لا شيء وتحقيق شيئا للأرض والإنسان وعمل ذلك على التخفيف من تلك الظروف القاسية لكثير من الأسر التي سحقتها الحرب وتقطعت بهم السبل فدولة صماء خرساء تحكم من خلف أسوار البلاد ومنظمات إغاثية تقدم اليسير والذي لايفي بكامل متطلباتها الضرورية والعاجلة غير القابلة للتأجيل والإنتظار .
الجميل في الأمر ان اغلب عمل تلك السيدات كان بعيدا عن الإنتمائات او التعصبات المقيتة هذا أولا والأمر الثاني توقيت ظهور تلك الحرائر فقد كان ظهورا في وقت مناسب وعملن اعمالا جبارة لا يستهان بها وعجزت دولة في حالة سكر عميق من الإلتفات لهذا الوضع الإنساني والخدمي المؤسف من نقص للماء للغذاء والملبس وتدهور للقطاع الصحي و…. ، والأمر الثالث وهو عزيمتهن الفولاذية وسعيهن لتحقيق شيئ وبالفعل حصل ذلك واستطعن على كسب ثقة رجال الخير من داخل أرض الوطن وخارجه وفي وقت قياسي ، الأمر الجميل الرابع هو الفكر النقي لتلك الحرائر والعمل المتقن والمنظم وتحويل الأمر من مساعدات إنسانية الي منظمات ومؤسسات رسمية تلتزم بالقواعد والأطر التنظيمية المعروفة وكان لها محلي بل ودولي ولها ثقل وصدى على مستوى عالمي ومبادرات ومساعي لترسيخ السلام في اليمن من خلال القيادات النسوية والحضور القوي والفعال في مؤتمرات إقليمية ودولية أذكر منها لا للحصر مؤسسة الغذاء من أجل الإنسانية Food4Humanity والتى تترأسها الأستاذة منى لقمان والتي كان لها حضور فعال بمشاريع في عدة محافظات يمنية ومساعي لتوصيل الصوت اليمني في المحافل والمؤتمرات الدولية .
وكذلك مبادرة المهندسة ارتفاع القباطي والتي كان لها دور تعدى المجال الإنساني إلي المجال البيئي وتحسين وضع المدينة البيئي بمبادرات بيئية من خلال تبنيها لحملات انتشال المخلفات ورش للمبيدات وتشجير لشوارع المدينة وتأسيس اول مركز تدريب مجاني في المدينة يعمل على تدريب رواد المعهد على مهارات تؤهلهم للدخول الي سوق العمل او عمل مشروع عمل مستقل .
اليوم وعلى نفس الطريق سلكت الناشطة الإنسانية الأستاذة سميرة الخليدي نفس الدرب وتحويل اعمالها الإنسانية الي مؤسسة مسجلة في الجهات المختصة ومن خلال متابعتي تعتزم يوم غد إفتتاح مركز مجاني للتديب على الخياطة يستهدف فتيات من الأيتام والأسر الفقيرة وان المركز اكتمل التجهيزات وسيبدأ الخدمة من يوم غد .
تحية لمثل هؤلاء السيدات ولجهودهن ولوفائهن للأرض والوطن ونحيي هذة الروح الإنسانية والضمير الحي ونأمل ان يتم تشجيع مثل هذة الأفكار ودعمها لكي يتسنى لهن تقديم المزيد.