قوات أمنية تحبط عملية تهريب أسلحة إيرانية متجهة للحوثيين قبالة سواحل لحج

أوقفت قوات أمنية مشتركة في مديرية الصبيحة ورأس العارة بمحافظة لحج، الأربعاء 22 اكتوبر 2025، سفينة تهريب خشبية تقليدية من نوع “Boom” إيرانية، أثناء محاولتها التسلل عبر المياه الإقليمية اليمنية نحو مناطق خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، وفق مصادر أمنية.

وبينت المصادر، أن عملية التفتيش كشفت عن صاروخ مضاد للدروع من طراز “كورنيت”، وقطع غيار لطائرات مسيرة، إلى جانب شحنة من المواد الغذائية والأدوية الإيرانية، بينها منتجات من شركة CinnaGen، تضم دواء مخصصًا لعلاج السرطان.

وأضافت أن السفينة كانت تقل ثمانية أشخاص، جرى احتجازهم مع كامل المضبوطات لاستكمال التحقيقات.

وأظهرت المعلومات الأولية، أن السفينة أبحرت من ميناء بندر عباس الإيراني، وتعود ملكيتها إلى أحد قيادات جماعة الحوثي، فيما يرجح أنها كانت قد سلمت شحنة أسلحة في عرض البحر قبل اعتراضها.

وصف مصدر عسكري رفيع العملية بأنها “تأكيد جديد على استمرار الدعم الإيراني العسكري واللوجستي لجماعة الحوثي رغم القرارات الدولية والحظر المفروض على نقل الأسلحة إلى اليمن”، مشيرًا إلى أن “اعتراض هذه الشحنة يكشف عن شبكة تهريب منظمة تستخدم سفنًا تقليدية للتمويه وتجنب الرصد البحري”.

وأضاف المصدر أن “وجود صواريخ كورنيت المضادة للدروع يشير إلى نية الحوثيين تطوير قدراتهم القتالية البرية، خاصة في مواجهة الآليات المدرعة على خطوط التماس الرئيسية”.

من جهته، قال محلل سياسي مطلع إن “الخلط بين الأدوية والأسلحة في نفس الشحنة يمثل تكتيكًا إيرانيًا معروفًا لإضفاء طابع إنساني على عمليات التهريب العسكري، مما يصعّب ملاحقتها قانونيًا ودوليًا”.

وأشار إلى أن “ملكية السفينة لأحد قيادات الحوثي تعكس التنسيق المباشر بين طهران والجماعة، وتؤكد أن عمليات التهريب ليست مجرد أنشطة فردية بل جزء من استراتيجية إمداد ممنهجة”.

ولفت مصدر أمني إلى أن “الاشتباه في تفريغ شحنة أسلحة أكبر في عرض البحر قبل الاعتراض يعني أن ما تم ضبطه قد يكون جزءًا ضئيلًا من حجم التهريب الفعلي”، محذرًا من أن “السفن التقليدية الصغيرة باتت تمثل تحديًا حقيقيًا لأجهزة المراقبة البحرية نظرًا لصعوبة رصدها بالرادارات الحديثة”.

وأكد مراقب عسكري أن “هذه العملية تبرز أهمية تعزيز التنسيق الإقليمي والدولي في مراقبة الممرات البحرية، وضرورة تشديد الرقابة على الموانئ الإيرانية التي تنطلق منها عمليات التهريب بشكل متكرر”.

واختتم محلل استراتيجي بالقول إن “استمرار هذه العمليات يقوض جهود السلام في اليمن، ويطيل أمد الصراع، ويستوجب موقفًا دوليًا حازمًا تجاه الانتهاكات الإيرانية المتكررة لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *