مدير مستشفى الجمهوري بتعز: هناك تجار أزمات والحكومة لم تخصص ميزانية لمركز العزل

تعز24 / متابعة

أكد مدير مستشفى الجمهوري، في محافظة تعز، الدكتور نشوان الحسامي، إن هناك تجار حروب وتجار أزمات يقومون بعملية إحتكار الدواء، كاشفا عن سير القطاع الصحي في المحافظة دون رؤية منذ العام 2015م جراء الحرب.

وقال الحسامي: في حوار له مع “الموقع بوست” ” والمفترض من قيادات السلطة المحلية والهيئة العامة للأدوية الضرب بيد من حديد على هؤلاء التجار..”.

وأفاد بإنهم في المستشفى لم يتسلموا ريالاً واحداً لمركز العزل الصحي لمواجهة وباء كورونا، مشيراً إلى أن السلطات المحلية وحكومة معين عبدالملك لم تخصص ميزانية باسمه.

وأضاف إن مركز العزل يمتلك بنية تحتية بنسبة 7 بالمائة من ناحية أجهزة التنفس الصناعي والأسِرة، أما وسائل الوقاية فقال أن نسبتها في المركز 100 بالمائة، لافتا إلى أن المستشفى كان يمتلك 80 أسطوانة أكسجين ، والآن تمتلك 570 اسطوانة، لكنها اسطوانات فارغة.

نص الحوار:

  • بداية هل بالإمكان دكتور نشوان الحسامي أن تطلعنا على الوضع الصحي داخل المستشفى الجمهوري خصوصا وفي تعز عموما؟

** لا يخفى على أحد بأن القطاع الصحي منذ ما قبل الحرب أيام الدولة كان يعاني من مشاكل كثيرة، وكان هناك تعمد لإهمال القطاع الصحي خاصة في تعز.

بينما الوضع الصحي الآن في تعز رغم الحصار الجائر على المحافظة وانتشار جائحة كورونا التي عجزت أمامها الدول العظمى ما بالك بتعز بوضعها الحالي، لكن بالرغم من ذلك وبفضل الله سبحانه وتعالى وتظافر الجهود تم مواجهة الموجة الأولى من كورونا بميزانية صفرية وكانت النتائج بحمد الله ايجابية.

أقولها بكل شجاعة وكل أمانة: لم نستسلم ريال واحد خلال مركز العزل ولا يوجد حتى الآن ميزانية باسم مركز العزل.

ميزانية مستشفى الجمهوري بشكل عام قبل أن يكون هناك مركز للعزل الصحي: 7 مليون ريال، بمعنى أن حصة المريض الواحد بالشهر تطلع حوالي 44 ريال بينما هناك ميزانيات مهولة تخصصها السلطة المحلية للمكاتب التنفيذية الأخرى.

ما يميزنا نحن الآن في مركز العزل الصحي بمستشفى الجمهوري، هو أننا استغلينا كل الجهود والإمكانات المتاحة لتأسيس مركز.

الآن أصبح مركزا والحمد لله. نمتلك بنية تحتية بنسبة 7بالماية من ناحية أجهزة تنفس صناعي والأسِرة ووسائل الوقاية 100 بالمائة. ومن ناحية أسطوانات الأكسجين كانت المستشفى تمتلك( 80) أسطوانة، والآن المستشفى يمتلك (570) اسطوانة (فارغة).

*ماهي أهم التحديات التي تواجهكم؟

** يبقى هناك مشكلة عدم توفر مصنع للأكسجين خاص بمركز العزل ينتج كمية لا تقل عن (300 ) أسطوانة يوميا.

محطات إنتاج الأوكسجين الموجودة في تعز هي محطة مستشفى التعاون ومحطة مستشفى الثورة، محطة التعاون تنتج (100)أسطوانة، وأما محطة الثورة تنتج قليلا لأنها كل يوم وهي في مشكلة جديدة بخصوص مسألة الإنتاج.

طبعا الذي افادنا كثيرا اننا خلال الفترة السابقة قمنا بتأهيل الكوادر الموجودة داخل مركز العزل أصبح الكادر الآن ذو كفاءة عالية سواء أخصائيين أو استشاريين أو ممرضين أو أطباء عموم.

خلال سنة كاملة حاولنا أن نعمل دورات مكثفة للكوادر الطبية على ايدي مدربين متمكنين من ضمنهم الدكتور “صالح بن همام” دكتور الوبائيات في جامعة عدن ومدرب منظمة الصحة العالمية.

تم نقل الأطباء والممرضين في المستشفى الي عدن وتلقوا هذه الدورة المكثفة، والان هم الذين قاموا بعملية تدريب الكوادر التي تشتغل في المركز حاليا.

تبقى مشكلة أمامنا هي عدم توفر ميزانية; أصبحنا لا نستطيع ان نشتري أدوية للمريض سوى نسبة 20 بالمائة بدعم من مؤسسة معكم الخيرية.

*لماذا تعجز السلطات المحلية عن توفير أسطوانة أوكسجين أو حتى دبة ديزل للمولدات الكهربائية في المستشفيات؟ ما هي الأسباب الجوهرية من وجهة نظرك؟

**المشكلة بانعدام الأوكسجين ليست بالسلطة المحلية.

  • وأين تكمن المشكلة برأيك؟

**المشكلة أن تعز تعاني من قلة الأوكسجين منذ بداية 2015، وكنا في مستشفى الثورة 2016 نحاول بقدر الإمكان مع الدكتور أبو ذر الجندي ايجاد مصنع للأوكسجين لمستشفى الثورة عندما كنت حينها مديرا لمركز العظام، والحمد لله أوجدنا مصنعين للأكسجين, واحد في الثورة والأخر في مستشفى التعاون.

*كم يغطي المصنعان احتياجات المحافظة من الأوكسجين؟

** يغطي نسبة قليلة جدا 100 أسطوانة فقط تنتجها محطة التعاون، وبالنسبة للوضع الطبيعي في تعز، كانت النسبة تغطي الاحتياج تماما، لكن الآن، مع الجائحة، أصبح المصنع لا يغطي إلا بنسبة 30 بالمائة ونحن الآن أيضا نتلقى من عدن 200 أسطوانة أوكسجين يوميا، وبقية الاحتياج يعطى من محطة التعاون وجزء بسيط من محطة الثورة.

لكن المشكلة الأساسية هو عدم وجود رؤية للقطاع الصحي منذ 2015مـ كان المفترض أن يعمل القطاع منذ 2015 منظومة متكاملة لإصلاح القطاع الصحي من ضمنها إيجاد محطة أكسجين واحده لكل مستشفى: مستشفى الجمهوري، ومستشفى الثورة والتعاون، ومستشفى خليفة ..الخ وأن يتم الاستفادة من الدعم المقدم من المنظمات من خلال تقديم احتياجاتنا لها.

بينما الذي لا زال يأتي من المنظمات خلال الفترة من 2015 إلى 2019, كلها مشاريع غير مستدامة، لا تستخدم في الواقع وتخضع لمزاج ورغبة المانح.

*هناك من يقول أن الوضع الصحي المتردي بالمحافظة سببه وجود صراع بين قيادات القطاع الصحي..الي أي مدى يمكن القول أن هذا صحيحا؟

**بالنسبة لي أنا كمدير للمستشفى الجمهوري لدي علاقة أخوية وإدارية مع مدير مكتب الصحة كونه المسؤول الأول في القطاع الصحي وكذلك مع بقية المستشفيات: مستشفى خليفة, ومستشفى المنظر والمستشفى اليمني السويدي والمستشفى العسكري وكذلك مدراء مكاتب الصحة بالمديريات.

بينما هيئة مستشفى الثورة لا تتبع مكتب الصحة وانما تتبع رئاسة الوزراء وتعتبر مستقلة.

ولا يوجد اي خلافات. قبل دخولك الي هنا بنصف ساعة كنت في اجتماع مع مدير مكتب الصحة ومدير المختبر المركزي لأعداد آلية, كيف نواجه هذا الوباء وكيف نشتغل كفريق واحد وقطاع واحد; أما ما يقال في مواقع التواصل الإجتماعي لا يمثلنا ولا يصدر مننا أي بيانات بخصوص أن هناك صراع.

*المنظمات العاملة في القطاع الصحي بتعز المحلية والدولية ما هي الجهود التي قدمتها لكم وللقطاع الصحي بالمحافظة ككل؟

** سأتكلم بالنسبة لمستشفى الجمهوري، طبعا تسلمتُ المستشفى في13 أبريل 2020، عملنا تقييم للمستشفى بواسطة فريق يضم كوادر استشارية منهم الدكتور عبدالرقيب السماوي أخصائي الجودة والتطوير الاكاديمي في جامعة تعز واستشاريين من خارج تعز. قمنا بإعداد التقيم والخطة الاستراتيجية للمستشفى وكانت نسبة التقييم بالنسبة للمستشفى صفرية.

سلمت للمحافظ هذه النقاط حينها وعدينا خطة لعملية إصلاح المستشفى ابتدا من البنية التحتية وحتى توفير الأجهزة وكذلك إنتاج القسطرة القلبية، كان من المخطط أن تفتح في 4/1/ لولا الجائحة التي حدثت.

نُفذ بحمد لله 8 بالمائة من الخطة التي أعدت (بإمكانك الإطلاع عليها لو أحببت) استفدنا من

كل دعم كان يصل للمستشفى في عمل مشاريع مستدامة من ضمن هذه المشاريع: انشاء مركز جراحة الوجه والفكين بسعة (15)سرير، وانشاء مختبر مركزي تشخيصي متكامل، وإنشاء مركز طوارئ متكامل، وانشاء مركز عناية مركزة بسعة (15) سرير، وانشاء مركز حاضنات بسعة 33 حاضنة كأول حاضنات بهذه السعة بمحافظة تعز، وان شاء الله خلال الاسبوعين القادمين سنستكمل هذه المشاريع

*مع قدوم أي موجة وباء في تعز سواء كورونا أو حميات نلاحظ أن الأدوية المطلوبة مثل فيتامين C والمحاليل الوريدية تختفي من سوق الدواء؟ كيف تفسر هذه الظاهرة؟

** أقولها بكل صراحة: هناك تجار حروب وتجار أزمات والمفترض من قيادات السلطة المحلية والهيئة العامة للأدوية الضرب بيد من حديد على هؤلاء التجار والذين يقومون بعملية إحتكار الدواء.

*أخيرا: حكومة معين عبدالملك ووزارة الصحة ما هي جهودها لمواجهة كورونا ودعم القطاع الصحي في تعز؟

** سأقولها لك بصراحة وبدون حرص مني على الكرسي: حتى الآن لم يصل لنا ريال واحد من الحكومة ما عدا اعتماد 200 أسطوانة أوكسجين من منظمة الصحة العالمية عبر وزارة الصحة.

*برأيك لماذا هذا الإهمال من الحكومة للوضع الصحي في تعز؟

** بإمكانك أن توجه هذا السؤال للحكومة نفسها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *