حرب الهوية (2)

1- تقسيم الهوية القومية اليمنية إلى زيدية وشافعيه:
لقد عملت السلالة الكهنوتية الهاشمية على الغاء الهوية القومية من خلال تقسيم الشعب اليمني طائفيا الى زيدية وشافعية، واصبحت اليمن مقسمة الى مناطق الزيدية والشافعية.

من هو هذا زيد حتى تكون هوية نصف أبناء اليمن باسمه؟ ومن هو هذا الشافعي الذي أصبح النصف الثاني من أبناء اليمن هويتهم باسمه؟

الحقيقة أن كلا من زيد والشافعي هما من السلالة الكهنوتية الهاشمية، أي أن الهاشمية السياسية عملت على استبدال الهوية القومية اليمنية بهوية طائفية هاشمية.

هذا العمل الذي قامت به السلالة الهاشمية يشبه ذلك العمل الذي حاول القيام به الاحتلال الفرنسي في استبدال الهوية القومية العربية للشعب الجزائري بالهوية الفرنسية، لكن الفرق أن ما حاول القيام به الاستعمار الفرنسي هو عمل ظاهر لذلك كانت مقاومته عنيفة من الشعب الجزائري، لكن الحرب الهاشمية ضد الهوية القومية اليمنية لم تكن ظاهرة وكانت متسترة بعباية الدين.

لقد عمل هذا التصنيف على تغييب هوية الإنسان اليمني الفطرية وهي الهوية القومية اليمنية، من الذاكرة الفردية والجمعية للشعب اليمني، فهوية الإنسان تنسب لآبائه وأجداده وهوية الشعب تنسب للاب الاول الذي يلتقي أبناء الشعب عنده وهو قحطان بن عابر بن نوح وليس لزيد أو الشافعي.

قحطان، الذي شكلت ذريته شعب له لغة تميزه عن بقية الشعوب وله دولة يعرف بها أمام شعوب الدنيا وله إرث حضاري يعتز ويتفاخر به أمام كل الشعوب ويخلده في تاريخ الحياة الإنسانية، وليس زيد أو الشافعي.

لترسيخ هذه الهوية الطائفية قامة السلالة الكهنوتية ببث الفرق بين من اسموهم بالزيود والشوافع فقالوا (يا لله بزيدي ميت اضربه لما انقع قلبه) ونسبوها للشوافع، فقد كانت المناطق التي اسميت بالزيدية مناطق مناخيا جافه محاصيلها قليلة لا تغطي الحد الأدنى من تامين احتياجات السكان فكان أبناء هذه المناطق هم الجند الذي يعتمد عليهم في ضرب أي تمرد على هذه السلالة فكانت هذه المقولة وغيرها بمثابة رفع لمعنويات المقاتلين.

المناطق التي صنفت شافعية امطارها غزيره أو مناطق تعتبر مصب للسيول واراضيها شاسعه وبالتالي فأنها مناطق خصبة والعائدات الزراعية كبير فكانت مصدر تهديد لهذه السلالة نظرا لامتلاكها الإمكانيات المالية لمقاومة هذه السلالة فكانت هذه المقولة وغيرها من المقولات نوع من الحرب المعنوية على أبناء هذه المناطق.

من التمييز المناطقي بين من صنفت بالزيدية والشافعية الذي عمل الهواشم على ترسيخه في ذاكرة الانسان اليمني، تسيخ فكرة أن أبناء المناطق الجبلية هم فرس واتراك لدى ابناء المناطق الساحلية ( تهامة ) وأنهم من يحاربون أبناء المناطق الساحلية وأصبحت هذه النظرة متجذرة لدى ابناء المناطق الساحلية، وزعوا لدى أبناء المناطق الجبلية أن أبناء السواحل ليسوا يمنيين وأنهم غزارة أفارقة، وهنود .. الخ

السؤال الهام هنا ما هو البعد السياسي لتغيير هوية الشعب إلى الهوية الطائفية الدينية والتي حملت اسم الزيدية والشافعية؟


م. عباد محمد العنسي 

حرب الهوية (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *