محللون: هجمات الحوثي على مأرب تعكس فشل الدبلوماسية وتصعيدًا عسكريًا مستمرًا


قالت القوات اليمنية، إنها أحبطت عمليات “عدائية” لمليشيا الحوثي الإرهابية على مواقعها في جبهات محافظة مأرب، شمال شرقي البلاد.
ونقل موقع “سبتمبر نت” التابع لوزارة الدفاع في الحكومة المعترف بها دوليًا عن مصادر عسكرية قولها، إن مسلحي مليشيا الحوثي، استهدفوا بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا مواقع القوات الحكومية في جبهات الكسارة والمشجح ومدغل، عند أطراف المحافظة الغنية بالنفط والغاز.
وأكدت المصادر إصابة أربعة جنود من القوات الحكومية جراء استهدافات الحوثيين.
وفي قطاع الفليحة، قالت القوات الحكومية إنها استهدفت آلية قتالية للحوثيين ونجحت في إعطابها، كما استهدفت موقعًا للحوثيين في قطاع رغوان رداً على عمليات عدائية ضدها، مؤكدة إصابة ثلاثة حوثيين وتدمير مصدر النيران.
ويقول محللون سياسيون، إن التصعيد العسكري الأخير في محافظة مأرب بين القوات الحكومية ومليشيات الحوثي يُظهر بوضوح فشل الجهود الدولية في تحقيق أي تقدم ملموس نحو السلام في اليمن. على الرغم من المحاولات المتكررة من قبل المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والجهات الإقليمية الفاعلة، لإقناع الحوثيين بالانخراط في عملية سياسية، إلا أن المليشيات تواصل شن هجمات عدائية، مما يؤكد عدم جديتها في البحث عن حلول دبلوماسية.
واعتبر المحللون أن هذا الفشل الدولي ليس فقط في إقناع الحوثيين، بل أيضًا في الضغط عليهم بشكل كافٍ لوقف العنف، مما يترك اليمن في دوامة مستمرة من الصراع.
من الناحية العسكرية، تُظهر الهجمات الأخيرة أن الحوثيين لا يزالون يمتلكون القدرة على شن عمليات واسعة النطاق، مستخدمين أسلحة متطورة مثل صواريخ الكاتيوشا والمدفعية. هذه القدرات تعكس الدعم الخارجي الذي تتلقاه المليشيات، والذي يسمح لها بالاستمرار في التحدي العسكري للقوات الحكومية.
في المقابل، تُظهر القوات الحكومية قدرة على الصمود والرد، كما في تدمير آلية قتالية للحوثيين وإصابة عدد من عناصرهم، لكن هذه الردود تبقى محدودة في تأثيرها الاستراتيجي، وفقًا لما لمحللين عسكريين.
واعتبروا أن الوضع في مأرب، الغنية بالنفط والغاز، يظل نقطة اشتعال رئيسية في الصراع اليمني.
السيطرة على هذه المحافظة ليست فقط مسألة عسكرية، بل اقتصادية أيضًا، حيث تعتبر مصدرًا حيويًا للإيرادات. استمرار القتال فيها يُعقّد أي جهود لإعادة الإعمار والاستقرار في اليمن.
في النهاية، يتطلب الخروج من هذا المأزق ضغوطًا دولية أكثر حزمًا على الحوثيين، مع تعزيز الدعم للقوات الحكومية لتحقيق توازن عسكري قد يدفع المليشيات إلى طاولة المفاوضات. بدون ذلك، سيستمر اليمن في المعاناة من حرب لا تُبقي ولا تذر.